ما السياسة الشرعية التي يخاف الجميع من الخوض فيها؟ وما العلاقة بين الحاكم والمحكوم في ظل الشريعة؟ وما هي الثورة وتاريخها في الإسلام؟ وكيفية الوقاية منها؟ وكيف شرع النبي سلمية الاحتجاج؟ ومتى يستخدم السلاح؟ وهل لأهل الحل والعقد سلطان فوق الناس ليتشاوروا بدلًا عنهم؟ أم أن الحق للأمة؟ معظم هذه الأسئلة أثيرت بعد موجة ثورات الربيع العربي، ويجيب عندا الدكتور (سلمان العودة ) مبيِّنًا ماهي الشورى؟ وكيف رسخ لها النبي وخلفاؤه الأربعة؟ وكيف ظهر الحاكم المتغلِّب والملك الجبري الوراثي؟ وهل يمكن تطبيق الشريعة بعد الثورات؟ وما تلك المخاطر التي تواجه الثورة وتلوح في الأفق؟
إن الشعوب بطبعها لا تميل إلى الحروب أو الثورات، لكن عند الوصول إلى عنق الزجاجة؛ فليس لديها سوى الاختناق حتى الموت، أو الخروج منها. وتحديد اللحظة الحرجة لهذا الخروج لا يمكن التنبؤ بها، لكن يمكن التنبؤ بحالة الغليان بين أفراد الشعب، وجس النبض في ضمائرهم ومجالسهم المغلقة من خلال وسائل الإعلام والدراسات والأبحاث؛ لذلك فمحاولة الحكام لفهم أسباب الثورة ومحاولة تلاشيها أفضل أسباب الوقاية، لذلك نجح حكام (أوروبا ) في تنمية الديمقراطية بين رعيتهم في القرن الماضي مع اختلاف طبقاتهم، وفشلت (روسيا ) و (الصين ) في ذلك؛ مما أدى لاندلاع الثورات فيهما في القرن نفسه.
وتتعدد مفاهيم الثورة، لكنها تتجمع في نقطة واحدة. من بعض مفاهيمها أنها دعوة إلى التجديد ونقد الذات، طمعًا في الوصول إلى حال أفضل، ومن هنا فالثورة حالة متجددة، كما أنها استكمال وبناء وتطوير لما مضى وليس هدمه، يصاحبها دومًا ارتفاع أقوام وهبوط آخرين، وهي قفزة نتيجة محصلة من تراكم النقمة والظلم والقمع والفساد.
يمكن إجمال أسباب الثورات في عشرة أسباب: أولًا: أن ظهور العوارض والتغيرات والنقص سنة إلهية، فحق على الله ألا يُرْفَع في الدنيا شيء إلا وضعه. ثانيًا: غياب المشروع المشترك الذي تجتمع عليه السلطة والشعب معًا، وقيام السلطة بإعطاء المسكّنات للشعوب بدلًا من الحلول الجذرية. ثالثًا: مركزية السلطة وتجمعها في يد واحدة؛ مما يؤدي إلى نشر الفساد والعجز عن إلجامه. رابعًا: الآمال والتطلعات التي تراود الشعوب مقارنة مع غيرها وتكاسل الحاكم عن تطبيقها. خامسًا: الفقر والظلم والقمع والفساد. سادسًا: نمو وسائل التواصل والتأثير المجتمعي. سابعًا: محاولة تدمير الهوية وانتهاكها كالإسلام والوطنية والعروبة، وما حدث في (تونس ) خير دليل على ذلك. ثامنًا: تجاوز حالة الخوف واستعداد الثائر للتضحية إيمانًا بحتمية الموت. تاسعًا: حضور النموذج الذي يمكن محاكاته في دول أخرى كانت لديها نفس الظروف، وانتقلت إلى حال أفضل بالثورات. عاشرًا: ظهور الفرصة أمام المحكومين لمنافسة القوى الحاكمة والصدع بين أجنحتها.
السياسة الشرعية هي ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرع ذلك رسول الله ولم ينزل به الوحي، آخذًا بالنص فيما فيه نص، ومجتهدًا فيما ليس فيه نص. وقد أقر النبي هذه السياسة بقوله: "أنتم أعلم بأمور دنياكم "، ولم يتحدث الدين كثيرًا في العلاقة بين الحاكم والمحكوم؛ حيث جاء مجملًا في هذه القضية، لقول النبي لـ (بريدة ) إن حاصر أهل حصن وأرادوا أن ينزل فيهم حكم الله ورسوله وذمتهما؛ فأمره النبي أن ينزل فيهم حكمه وذمته هو؛ لأنه لا يعلم في ذلك حكم الله ورسوله؛ قد يصيب أو يخطئ. وعندما استشهد (عمر ) اختلف الصحابة، ولم يوظفوا الدين كخادم للمعركة، بل تحدثوا عن أحقية واجتهاد، إذا كان الخلاف سياسيًّا.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان